الرقم المميز ( هل حصلت عليه ؟!! )
اتصل بأعز صديق 00212444444
قد يتبادر إلى ذهنك من العنوان أن الرقم المميز هو رقم شريحة جوال أو رقم لوحة سيارة ، ولكن الرقم المميز والصعب هو الصديق ، فالصداقة كلمة عذبة مفعمة بمعان رفيعة وسامية نابضة بمشاعر هي غاية في النبل ، كلمة يكفيها علواً أنها من الصدق اشتقت ، وعلى الصدق تعتمد. ونحن في عالم الصداقة نحتفي كثيراً بالكلمة الصادقة ، وشغف الذكرى فنقيم داخلنا عروشاً وممالك خالدةلأسماء لاتنسى .
ومجردالعثور على صديق هو في حد ذاته عملية صعبة تحتاج إلى تنقيب وبحث عمَّن يفهمك دون أن تتكلم ، من يهب لنجدتك دون أن تصرخ ، صديق يضعك قبل نفسه ، من يعتبر أن نجاحك نجاحه ومصابك مصابه .كما أن أهم شيء في الصداقة أن يخلص الشخص الذي اخترته من بين الملايين لذاتك أنت الطبيعية " صفاتك الشخصية "ليس من أجل مصلحة وقتية ، أومنصب عارض وجاه ، أو الصدفة ؛ فالصداقة اختيار من العقل والقلب ، التزام بكل معنى الكلمة ،ونجاح كل صداقة لا ينشأ عادة من مقابلة ، وإنما احترام لشعور الآخرين وآرائهم والدخول إلى أعماقهم من خلال العقل
لا من خلال العاطفة فقط .
ولنؤمن بأن الأخوة الصادقة المبنية على المحبة في الله وصدق القلب وصفاء النية هي التي تدوم معنا للأبد ،لأنها مطلب كل إنسان يعارك في خضم الحياة ويُجاهد ليصل إلى أحلامه.
واختم حديثي بقصة جميلة تعبر عن الصداقة قرأتها قبل أيام قصة إنسانية أعادتني إلى أسماء كثيرة داخلي ، ذكرتني كيف أن الدنيا تجمع بين الأخوة في خضمها على حب صادق، حب نابع من نفوس طاهرة
لاتعرف الجحود أو نكران الجميل ،حب له أروع وأسمى علامات النقاء وهو ،الحب في الله، الذي مهما فرقت بينهم مشاغل الدنيا إلا أن الوصال يظل والذكريات تبقى محفورة على الصخر كما حدث بين الصديقين اللذين كانا يمشيان في الصحراء ، وفي أثناء سيرهما اختصما ، فصفع أحدهما الآخر وتألم من صفعة صديقة ، ولكن لم يتكلم ،ماذا تظنون أنه فعل؟! كتب على الرمل" اليوم أعز أصدقائي صفعني على وجهي "ثم واصلا المسير حتى وجدا واحة فقررا أن يستحما في الماء ، ولكن الذي صفع وتألم من صديقة غرق أثناء السباحة ، فأنقذه صديقة الذي صفعه .. ولما أفاق من الغرق، نحت على الحجر وكتب" اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي " فسأله صديقة عندما صفعتك كتبت على الرمل !!! لكن عندما أنقذت حياتك من الغرق كتبت على الحجر !!! فلماذا ؟!
فابتسم وأجابه : عندما يجرحنا الأصدقاء علينا أن نكتب ما حدث على الرمل لتمسحها رياح التسامح والعفو ؛ ولكن عندما يعمل الصديق شيئاً راااائعاً، علينا أن ننحته على الصخرحتى يبقى في ذاكرة القلب حيث لا رياح تمحوه
. الصداقة والمحبة في الله ولله ليست حبات رمال ، لكنها صخر صلب راسخ في قاع القلب .فكم من الناس ينقشون في قلوبنا رسماً لا يمكن للرياح أن تزيله أو تزعزعه من مكانه،رسماً تقف أمامه الأيام عاجزة ، يظلون في داخل أرواحنا نبراساً يضيء سماء أحزاننا ، وشمعة تنير دياجير ظلماتنا ،ربما تشغلنا الحياة عنهم وربما تفرقنا بهم الطرق ،لكننا نذكرهم عندما نلامس دمعة صادقة في أعيينا ،عندما نحاور حزناً في داخلنا ، عندما نكابد ألماً في أرواحنا تضيء ملامحهم بيضاء نقية أمامنا ، وكأننا نشعر بهمس حديثهم وعباراتهم التي تكون ملجأنا من الوحشة بعد عون الله . إنني أشعر في بعض المرات بصادق رغبتي في العودة إلى الأسماء الجميلة التي أضاءت ذاكرتي وهمست بصفاء داخلي؛ لأهمس في آذانهم أني أحبكم ، فلا تبخلوا علي .
ولطالما أشفقت على من لا يجد في الحياة صديقاً معيناً يساعده على تخطي حواجز الحياة وتحمل عثراتها وتجاوز آهاتها وبلوغ التكييف المريحبها .ولكم أحسست بالألم والأسى لكثيرين ؛ لأن وحدتهم تضاعفت ، ووحشتهم طالت بسبب أنهم لم يسعوا قط إلى كسب محبة الآخرين وتسجيل رقم مميز في رصيد المشاعر .
هل أعجبكم الرقم المميز؟ حاولوا أن تتحصلوا عليه، فهو مهم في هذا الزمن من أي رقم .
وتقبلوا خالص تحياتي ،،
( منقول للأمانة بتصرّف )